قصيدة
شبيهة قرطبة
بَعْدَ الْوُصُولِ بِالسَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ لِلْمَحَطَّــــــــــــــــة
قَنْطَرَةُ مَلَّاح سُلَيْمَان وَأَحْبَالُهَا فِـــــي حَالَةِ الظُهُورْ
اللَّهْفَةُ قَـــــــــــــــــدْ خَطَفْتْنِي لِمَحْبُوبَتي قَسنْطِينَة
رَمْشَةُ عَيْن وَجَدْتُ نَفْسِي أَمْشِـــــــي بَيْنَ الْجُسُورْ
كَأَنِّـــــــــــي فِي أَرْضِ الْأَنْدَلُسِ إِنَّهَا شَبِيهَةٌ قُرْطُبَة
قُلْتُ الْحَقِيقَة أَوْ تَغْلب عَنِّــــــــي الْجَمَالُ وَالشُّعُورْ
عَشقْتُهَا عَـــــــنْ جَدّ يَارِيتْ الْإِسْتِقْرَارْ إِنَّهَا الْوَرْطَة
بَيْنَ كَرَاسِي سيدِي مسيد كُـتبتْ هَـــــــذِهِ السُّطُورْ
الْفَتَاةُ الْمُجَنَّحَةُ فِي الْأَعَالِــــــــي تُرَاقِبُ كَالضَّابِطَة
كُــل مَــــــنْ دَخَلَ الصَّخْرْ الْعَتِيق ذَهَبَ إِلَيْهَا يَزُورْ
الطَّيِّبَةُ النَّادِرَةُ رَأَيْتُهَا فِـــــــــــــــي نَاسِهَا الْبَسِيطَة
تُرِكَتْ كَلِمَات الَّتِي كُتِبَتْ عَلَـــى الْفُولَاذ وَالصُّخُورْ
الْجَمَــــــــــــــــالُ يَتَحَدَّثُ بِالنَّظَرِ لِلْجِبَالِ الْمُنْبَسِطَة
التَّجَوُّلُ فِي أَزْنِقَتِهَا مِنَ الْكَآبَةِ إِلَـــــــــــــى السُّرُورْ
لَمَـــــــــــا تَرَى لمَعَان النُّحَاس وَالنُّحْتِ الْمَضْبُوطَة
الْعَيْنُ تَفْرَحُ وَتَطْمَئِنُّ وَلِــــكُلِ مُحَافِظٍ فَهُوَ مَشْكُورْ
مَدِينَةُ الْمُلُوك وَالْعُلَمَـــاء الَّذِينَ صَحَّحُوا الْأُغْلُوطَة
حدائقها بِالــــــــــــــرَّبِيع أَفْضَلُ، تَفُوحُ مِنْهُ الزُّهُورْ
الْفَوَانِيسُ مُضِيئَةٌ وَالتَّاجُ عَلَـــــــى رَأْسِ السُّلْطَانَة
تَحْتَ جَنَاح أَبُوهَـــــا خَرَجَتْ بَيْن أَهْلِهَا وَالْحُضُورْ
الْمَالُــــــوفُ يَطْرِبُ الْآذَانَ، وَوَجَدْنَا فِيهِم الْمُرُوءَة
الْحَيَاءُ وَقُنْدُورَةُ الْقَطِيفَةِ جَعَلَتْهَا نُورٌ عَلَـــــى نُورْ
الْحِنَّاءُ عَلَـــــــــــى الْيَد وَبِالذَّهَبِ الْخَالِصِ مَمْلُوءَة
يَلْتَقِيَانِ الْعَرُوسَانِ بِالْجُمُعَةِ لَيْلَــةَ الْبَخُورِ وَالْعُطُورْ
لَاتَزَالَ حَـــــلَاوَةُ التَّقَالِيدِ الْقَدِيمَةِ بِشَوَارِعِ الْقَصَبَة
زَخْرَفَةُ الْأَقْوَاسِ وَقَصْرُ الْبَاي هُــــوَ لِلْمَدِينَةِ الْبَلّورْ
مَرَّتْ حَضَارَةُ الرُّومَـــــــانِ وَالْعُثْمَانِيُّونَ وَالْقَرَامِطَة
رُسِمَتْ وَنُحِتَتْ عَلَـــى أَيَادِي الْفَنَّانِينَ مُنْذُ الْعُصُورْ
كَأَنَّهَا لَوْحَةٌ مِنَ الْمَعَادِنِ إِنَّهَــــــــا الْمَدِينَةُ الْمُحَنَّطَة
الْجَبَّارُ قَدْ حَمَاهَا مِنَ الْأَذَى وَكُــــــــــــــــل الشُّرُورْ
كُلُّ مَا هُوَ فَــــــــــــنٌّ وَجَدَتْهُ إِنَّهَا الْوِلَايَةُ النَّاشِطَة
التَّمَاثِيلُ قَــــدْ زَيَّنْتُهَا وَمَتْحَف سِيرْتَا أَنَا بِهِ فَخُورٌ
الْعَوْدَةُ لِدِيَارْ بِالْإِلْهَامِ كَمَثَلِ الْجُرْعَــــــــــةِ الْمُفْرِطَة
لَحَضَاتٌ قَــــــــــــدْ تُنْسَى إِلَّا الذِّكْرَيَات فِي الصُّوَرْ
مَصَابِيحُ صَالِـــح بَايْ بَيْنَ الظَّلَامِ وَالنَّوَافِذِ مُضِيئَة
لَا نَدَمَ عَلَــــى الزِّيَارَةِ وَلَقَد اِنْشَرَحَتْ فِيهَا الصُّدُورْ
أُغْنِيَةُ الْحَاج الطَّاهر الْفَرْقَانِي عَلَـــــــــــى السَّمَاعَة
قَسنْطِينَة هِــــيَ غَرَامِي، وَدُمُوعُ الْوَدَاع وَالْحُصُورْ
ثَلَاثَة أَيَّامٍ كَانَتْ كَافِيَةً لِلْحُصُولِ عَلَــــــى الْإِحَاطَة
إِذَا نَسِيتُ مِنْطَقَةً أَتَأَسَّفُ، فَــــــأَنَا الضَّيْفُ الْمَعْذُورْ
مَـــــــــــــــنْ طَعَنَ وَشَوَّهَ أَهْلُهَا إِلَّا النَاسٌ الْمُنْحَطَّة
الْخَيْرُّ وَالشَّرُّ فِــــــــــــي كُل وِلَايَةٍ وَنَتَّهَتِ السُّطُورْ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire